(تأثير المدرسة الدانية على المدرسة المشرقية) في القراءات وعلومها

ملخص البحث 
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتد بهداه، وبعد: فقد قصدت في هذا البحث بيان تأثر علماء المشرق وقراؤها بتراث الإمام أبي عمرو الداني، وفي القراءات وعلومها، وسميت البحث بــ: (أنوار المدرسة الدانية على الأقطار المشرقية) ترجمت فيه بإيجاز للإمام أبي عمرو الداني، وألمحت فيه بإطناب لنشأة التسمية والفرق بين المشارقة والمغاربة، ثم فصلت الحديث عن اعتماد علماء المشرق العربي على ما دونه وذكروه، أو عطروا ذلك بالثناء على المؤلَّف؛ إذ إن مصنَّفاته في القراءات وما يتَّصل بها من علوم كالرسم والضبط وعد الآي والتجويد والوقف والابتداء وغير ذلك لا يزال عليها المعتمد من زمن المؤلف إلى يومنا هذا، وقد حرص عليها من تقدم به الزمن أو تأخر نقلاً ونظماً واعتماداً وإعجاباً، ودونوا ذلك في مصنفاتهم، وأشاروا وأشادوا بصنيع بأبي عمرو.
وفي ختام البحث خلصت إلى نتائج أهمها: مدرسةُ الإمام أبي عمرو الداني لها أثرها البيِّن على غيرها؛ فلم يكتف ضوءها بالوقوف على أسوار الأندلس؛ بل وصل المشرق بالمغرب، استعمال المتقدمين للفظة المغاربة أوسع مما هو عليه الآن، وهذه النسبة شائعة الاستعمال قديما وحديثا، وفي عُرف القراء يطلق لفظ (المغاربة) مقابل (المشارقة) عندما يريدون بيان ما استقلَّ به مذهبهم في الرسم والضبط والأداء،حَظوة الإمام الداني عند المشارقة تتجلى باعتمادهم على ما دونه، وثنائهم عليه وعليها، ورجوعهم في كل قطرٍ وزمن إليها.
وأوصيت بعد النتائج بما يلي:

الاعتناء بتراث الإمام الداني؛ إذ المفقود منها لا يقل قيمة وأهمية مما وجد.
إبراز جهود علماء القراءات وأئمتها في مختلف الفنون والمعارف، ولا سيما رواية القراءات ودرايتها.