تقديمُ المجرور على عامِلِهِ عندَ ابنِ عاشور أغراضه البلاغيَّة، وآثارُهُ المعنويَّة دراســةٌ في تفسيرِ (التحرير والتنــوير)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس التفســير وعلوم القـرآن- بكلية القـرآن الكريـم بطنطـا -جــامعـــة الأزهــر – مصــر

المستخلص

ملخص البحث
يُعدُّ أسلوب التقديم والتأخير من الأساليب العربية التي حظيت بعناية العلماء قديما وحديثا، ذلك أن لكل كلمة في جملتها موقعا معروفًا، ومحلًّا مألوفًـا، فالأصل أن يسبق العاملُ  معمولَه، والمبتدأُ خبرَه، غير أن البلاغة ربمـا اقتضتْ تغييرًا في مواقع الكلمِ في جُمَلِهَا وَفْق المعاني المراد إيصالَها إلى المخاطب، ولتحقيق غرضٍ بلاغيٍّ يكسبُ الكلام رونقًا وجمالًا، فيُقدَّم ما حقُّـه التأخير، والعكس، فيأتي الكلام على خلاف مقتضى الظاهر.
والقرآن الكريم أبدع في استعمال هذا الأسلوب كغيره من أساليب العربية لتحقيق أغراض بلاغية كثيرة ومتنوعة، لم تحظ بعناية مفسِّرٍ من المفسرين كما حَظِيَتْ بعنايةِ العلَّامةِ الشيخِ محمد الطاهر بن عاشورV في تفسيره: (التحرير والتنوير)، فقد كان شديد العناية والاهتمام بأغراض التقديم والتأخير في الأساليب القرآنية على اختلاف أنواعها، ومن جملة ما أولاه عنايتَه: تقديمُ متعلَّقات الفعل عليه، كالمفعول، والظرف، والمجرور.
وقد خُصِّصَ هذا البحثُ لدراسة الأغراض البلاغية لتقديم المجرور على عامله في تفسير (التحرير والتنوير) للطاهر بن عاشورV، وما ينشأ عنه من ثراء المعاني القرآنية واتساعها، ويقع هذا البحث في مبحثين،  أولهما في تقديم المجرور على عامله لغرض بلاغي واحدٍ، وثانيهما: في تقديم المجرور على عامله لأكثر من غرض، وتحت كل مبحث جملةُ مطالب بحسب مقتضيات المقام، وسبق ذلك  تمهيدٌ عن التعريف بالطاهر ابن عاشورV وتفسيره، وذُيِّلَ هذا البحثُ بخاتمة بها أهم النتائج، من أهمها: أن ابن عاشورV هو أكثر المفسرين عناية بالأساليب البلاغية القرآنية وتعليلاتها، ومنها: أن التقديم والتأخير قد يكون لبيان معنى لا يتم إلا به، وقد يكون لمجرد مشاكلة الفاصلة ورعاية النظير. ومنها: أن غرضي الاهتمام والحصر هما المهيمنان على الأغراض البلاغية لتقديم المجرور على عامله عند ابن عاشورV.
 

الكلمات الرئيسية