ثوابـــت الأمـــن الفكــري الــواردة في سورة العصر - دراسة موضوعية.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم التفسير وعلوم القرآن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة – المملكة العربية السعودية

المستخلص

منهج الدراسة: اعتمد الباحث المنهج الموضوعي كمنهج رئيسي، مع الاستعانة بالمناهج التحليلي والاستنباطي والوصفي، مستندة إلى كتب التفسير المعتمدة، ومصادر اللغة والعقيدة والأمن الفكري.
تتناول هذه الدراسة استنباط ثوابت الأمن الفكري من سورة العصر، وهي إحدى أقصر سور القرآن الكريم، لكنها تحمل في طياتها منهجًا متكاملًا للنجاة والصلاح. وتهدف إلى ربط هذه الثوابت بمفهوم الأمن الفكري المعاصر، مع إبراز دورها في تحصين الفرد والمجتمع من الانحرافات الفكرية.
تكونت الدراسة من تمهيد ومبحثان: حيث تناولت في التمهيد استعراض خصائص سورة العصر كسورة مكية تتسم بالإيجاز والإعجاز، وهي تقرر خسران الإنسان إلا من تحلى بالإيمان، العمل الصالح، التواصي بالحق، والتواصي بالصبر. تناولت الدراسة في المبحث الأول مفهوم الأمن الفكري بأنه حالة الطمأنينة العقلية والنفسية الناتجة عن قيم راسخة تحمي العقول من الانحراف، وأبرز أهميته للأفراد (استقرار نفسي، سلامة عقيدة، تمييز بين الحق والباطل) وللمجتمع (تماسك، استقرار، حماية الهوية). كما استنبطت الدراسة في المبحث الثاني خمسة ثوابت للأمن الفكري من السورة، وهي: الأول، ثابت الزمان والوقت (والعصر)، الذي يعزز الوعي بقيمة الوقت واستثماره في العلم النافع، وفهم سنن التاريخ لتجنب الأخطاء الفكرية. الثاني، ثابت الإيمان بالله، كمرجعية مطلقة تقي من الشكوك وتوجه الفكر نحو اليقين والمنهجية. الثالث، ثابت العمل الصالح، الذي يربط الفكر بالواقع، ويزكي النفس، ويمنع الفراغ الفكري. الرابع، ثابت التواصي بالحق، الذي يعزز نشر الوعي الصحيح ويواجه الانحرافات عبر شبكات دعم مجتمعي. الخامس، ثابت التواصي بالصبر، الذي يمنح الثبات على المبدأ ويقاوم الضغوط الفكرية.
توصلت الدراسة إلى أن سورة العصر تقدم إطارًا قرآنيًا متكاملًا للأمن الفكري، وأوصت بتطبيق هذه الثوابت في الحياة اليومية، وإدماجها في التعليم والإعلام، واعتمادها كمرجعية في استراتيجيات الأمن الفكري. كما دعت إلى مزيد من الدراسات لتعميق تطبيقات هذه الثوابت في مواجهة التحديات المعاصرة